الفجر

تتشكل أمامنا الآن، ومن عدة جوانب ثقافة مجتمع تعتبر التجارة هي روحها كما كانت المبارزة هي روح الثقافة عند الإغريق، والحرب والانتصار والقانون روح الثقافة لدى الرومان. الذي يمارس التجارة يتقن تحديد سعر كل شيء دون أن ينتجه أن يحدد سعره حسب حاجة المستهلك وليس حسب حاجته هو ؛ أهم شيء لديه هو أن يعرف من هم الأشخاص الذين يستهلكون هذا المنتوج وكم عددهم؟ ومنذ أن يعرف الجواب يقوم، بشكل غريزي ودون انقطاع بتحديد تسعيرة لكل شيء، أي حتى بالنسبة لمنتجات
،
الفنون والعلوم ، وما ينتجه المفكرون والعلماء والفنانون، ورجال الدولة والشعوب والأحزاب، بل وعصور بأكملها : يجمع المعلومات عن كل ما يتم ابتكاره عن العرض ، والطلب، ليتمكن من تحديد قيمة الشيء. هذا هو ما سيكون، بعد أن تم وضعه كمبدأ لثقافة بأكملها، وتمت دراسته من أقصاه إلى أقصاه وفرضه على كل أصناف الإرادة والمعرفة، مفخرتكم يا رجال القرن القادم : إذا رأى أنبياء طبقة التجار أنه من الصواب وضعه بين أيديكم ! ولكنني لا أثق في أولئك الأنبياء .