Résumé :
غالباً ما تُصوَّر العلمانية في الأدبيات العربية السائدة على أنها إشكالية مسيحية – مسيحية جرى اختراعها في الغرب المسيحي حصراًلتسوية العلاقات بين طائفتيه الكبيرتين: الكاثوليكية والبروتستانتية، ولوضع حدّ بالتالي لما سمّي في أوروبا بحرب الأديان التي عصفت بها على امتداد أكثرمن مئة سنة.
يؤكّد هذا الكتاب بعداً آخر للعلمانية كإشكالية إسلامية–إسلامية من خلال السجلّ المذهل الذي يقدّمه عن تاريخ الحرب، بالأفعال كما بالأقوال، التيدارت – ولا تزال – أكثر من ألف سنة بين كبريي طوائف الإسلام: السنّة والشيعة. ومن هذا المنظور تحديداً، يرى المؤلّف أن العلمانية تمثّل ضرورة داخلية ليتصالح الإسلام مع نفسه، وليستبدل ثقافة الكراهية بينطوائفه بثقافة المحبة، وليتحرّر في الوقت نفسه من أسر التسييس والأدلجة،وليستعيد، من خلال التعلمن، بُعده الروحي الذي هو مدخله الوحيد إلى الحداثة.