Résumé :
إن هذا العقل الذي نفكر به لا يحتاج إلى مجرد قطيعة معرفية أو تعديل منهجي، أو تغيير طفيف أو شعار ثوري، و لا يحتاج إلى آية قرآنية ولا حتى حديث شريف .. من أجل يكف ضرره المعرفي وإجهاضه لكل فكرة جديدة، إنه يحتاج إلى .. مكنسة ! إنه يحتاج إلى مكنسة للكنس والتعقيم من البنية الفكرية للأجيال الحالية، والأجيال المستقبلية، وأن نحرص حرصا شديدا على تحجيم ضرره المعرفي والأخلاقي وتصوراته العتيقة، وكذا مستواه التحليلي المتدني عن عقول الأجيال القادمة التي نراهن عليها لكي ترفع مستوانا من حضيضه. ذلك أن عقلنا سبب أصيل في تفاقم أزمتنا الفكرية و مستوى وعينا، وعليه يبقى رهاننا الوحيد متوقفا على المدرسة لكي تعجل مسار إرتقائنا، وتضعنا في مسار المجتمعات الواعية، وتساعدنا على إستثمار طاقات الشباب والعقول النبيهة ومساهمات أبناء هذا المجتمع الأبرار في الإصلاح التربوي والاجتماعي.. لكن المدرسة في مجتمعنا ولدت ميتة.. لقد أجهضها مجتمعنا، وتولى عقلنا تبديدها وإهدار دورها. فحتى أنت أيها القارئ الكريم درست في مدرستنا التي ولدت ميتة، وعليه هذا الكتاب هو محاولة للتفكير على نحو مغاير في بنية عقلنا ‘المعتق الذي نفكر به في قضايا الملحة كقضية: التعليم.. ذلك أننا رعية بلا حق في خطاب السلطة التقليدي، وعوام بدون في الخطاب الديني المتخشب الذي يحتكر الفضيلة، وقطيع بلا عقل في الخطاب الفلسفي المترفع عن العموم، وطبقة إجتماعية فقيرة في إقتصاد الريع.. وفي ظل ضمور عقلنا فكل هاته التوصيفات تنطبق علينا بكليتها وتعبر عنا.