مسؤولية المشيدين قبل وبعد تسلم الأشغال مقبولة من طرف رب العمل

«نظرا لكثرة التصدعات والانهيارات التي تقع بين الفينة والأخرى للبنايات وما ينجم عنها من إزهاق الأرواح بريئة بات من الضروري إعادة النظر في القوانين المؤطرة للتعمير، لجعلها أكثر ملائمة، مع التطور السريع الذي يعرفه قطاع البناء الذي أصبح يعتمد على التكنولوجيا الحديثة وأساليب ،وتقنيات تمكن من إنجاز بنايات سابقة التجهيز في ظرف وجيز إلا أن هذه السرعة قد تأتي في بعض الأحيان على حساب سلامة واستقرار ومتانة البناء الشيئ الذي يتطلب الأخذ بعين الاعتبار مميزات عملية البناء، باعتبارها عملية متشعبة ومركبة من العديد من العمليات المتداخلة والمتكاملة المنجزة من طرف فاعلين تفرض تعددهم ضرورة تحديد مهامهم وضبط المسؤوليات الملقاة على عاتقهم مع ربط المسؤولية بالمحاسبة.
وتتحدد مسؤولية المشيدين أثناء ظهور عيوب في البناء أو المنشأة، سواء أكان ذلك في حالة سكون أو أثناء حركية الورش وتختلف حسب الحالة من مسؤولية جنائية إلى مسؤولية مدنية إدارية أوعقدية) . وقد أسند المشرع لأشخاص على سبيل الحصر مهمة إثبات تلك المخالفات وتحرير محاضر بشأنها لترتيب الجزاءات المتعلقة بها. وقد يتم إعفاء المهندس والمقاول من المسؤولية بحكم القانون، إذا أثبتنا أن تهدم البناء أو العيب الذي يظهر فيه راجح إلى سبب أجنبي، كالقوة القاهرة، أو الحادث الفجائي، أو خطأ فى جانب صاحب البناء أو في جانب الغير