Résumé :
كشف أحمد المرزوقي، أحد الناجين من جحيم تزمامارت، أن كتابه الأخير المعنون بـ » محنة الفراغ » اختار له عنوان « لن تقتلني أيها الفراغ » قبل أن يعدله إلى « محنة الفراغ »، وذلك تبعا للسياق العام الذي أعقب الخروج من سجن تازمامارت بعدما قضى 18 عاما على إثر الانقلاب الفاشل على الحسن الثاني، إذ يقول المرزوقي في دردشة مع « هسبريس »: « لما خرجنا من سجن تزمامارت لم تشأ الدولة أن تعوضنا، عوضتنا لجنة للتحكيم في وقت سابق ولكن كنا نطالب براتب شهري ما دمنا لا نتوفر على أي مصدر للرزق، بحيث وجدنا أنفسنا لا نتوفر على أي سنتيم بعدما تزوجنا وابتعنا بيتا خاصا، ناهيك عن عمليات جراحية ».
وأضاف المرزوقي ساردا ظروف كتابه الأخير « محنة الفراغ »: » لقد تم تمتيع المعتقلين السياسيين على عهد الراحل إدريس بنزكري برواتبهم ومن أراد منهم العودة للعمل عاد وأُحيل على التقاعد من وصل السن القانوني، أما نحن فقد نزعوا منا 5000 آلاف درهم وانتابنا شعور خطير وكأننا لا زلنا في سجن تزمامارت الرهيب، إلى درجة أننا وصلنا إلى درجة بتنا معها نشعر بالفراغ والعزلة والضياع، لم نعد في السن الذي يسمح لنا بتدبير أمورنا ولا في مرتبة المعتقلين الذين كانوا يتوفرون على التلفزيون ولهم حق متابعة الدراسة أيام اعتقالهم، وأصبحنا نعيش فراغا وكأنه المسؤولين باتوا يراهنون على عامل الزمن كي ننقرض ويتم غلق ملفنا بشكل نهائي