Résumé :
إذا كان الزواج، بما هو مؤسسة اجتماعية كونية يختلف من حيث طقوسه وعاداته باختلاف المجتمعات والثقافات واختلاف الجهات والمناطق داخل المجتمع الواحد فإن الزواج في المغرب لا يخرج عن هذه القاعدة. تروم هذه الدراسة الوقوف على هذا الاختلاف من خلال تحليل المضامين الاجتماعية والدلالات الرمزية لطقوس الزواج في الريف المغربي. ولأجل تحقيق المزاوجة بين جانبي الوصف والتحليل فإن الدراسة في جانبها المنهجي، تعتمد الملاحظة بالمشاركة والمقابلة نصف الموجهة» مع عينة مختارة من مجتمع الدراسة، كأداتين رئيسيتين لجمع المعطيات أما في جانبها النظري، فإنها تستأنس بمدخل مفاهيمي ينصب حول مفاهيم ذات صلة مفصلية بموضوع الزواج مثل العادات التقاليد، الطقوس الأعراف، الثقافة الثقافة الشعبية، الموروث الثقافي الشعبي المعتقدات الرموز الثقافية. وإلى جانب ذلك، تنفتح الدراسة على أطروحات نظرية ذات قيمة تفسيرية لمؤسسة الزواج بشكل عام في الحقلين الأنتروبولوجي والسوسيولوجي، والزواج ونظام القرابة والعرف والشرع في المجتمع المغربي بشكل خاص. وكما أن طقوس الزواج الريفي والمغربي عموما تحيل على مضامين ووظائف اجتماعية، فإنها تختزن في نفس الوقت، دلالات رمزية تحيل على معتقدات ذات وظائف نفسية في البناء الاجتماعي والثقافي العام وهو ما يفسر ربما استمرارها في الزمن، رغم بعض ملامح ومظاهر التحديث في البنيات الاجتماعية والثقافية والسياسية العامة. لعل هذا ما يدفع هذه الدراسة إلى محاولة إبراز وتحليل تلك المضامين والدلالات بنفس Souffle) أنتروبو
سوسيولوجي.