Résumé :
يعالج هذا الكتاب قضية البيئة من منظور سوسيولوجي نقدي داخل ميدان التعليم والتربية محاولا بذلك إنتاج خطاب معرفي متمايز عن الخطابات الرائجة حول البيئة، وينطلق من التساؤل عن مدى مساهمة المدرسة في تبليغ الدرس البيئي إلى الناشئة، لأجل ذلك سعى الباحث إلى اعتماد البحث الميداني لكشف مواقف وممارسات التلامذة وتصورات الأساتذة. وتكمن أهمية الكتاب في تناول مسألة العلاقة بالبيئة تربويا ومدرسيا في إطار خاص تشهد فيه قضايا البيئة والطبيعة في المغرب والبلدان العربية تحديات ومفارقات عظام ضمن حقبة نوعية تقدم عليها البشرية تتسم بضرورة تبلور الوعي الإنساني بالتغيرات المناخية الكبرى في سياق إقليمي ودولي يتسم بمنافسة اقتصادية وعلمية شديدة، تتجسد من خلال ارتقاء فعالية رقمنة المعرفة، ومستجدات ما اصطلح عليه بالذكاء الاصطناعي »، وتحبل بمظاهر اللايقين والخطر في حياة الإنسان، كما تؤثث بمشهد عولمة تقود إلى تشبيك الاختلالات البيئية. اختلالات تنحو وفق الأفق المنظور نحو صدمة بيئية تهدد الحياة والحضارة في بلدان العالم، كما ستحدث تغيرات اجتماعية في الدولة وبنيات المجتمع، وفق توقعات وتكهنات علماء البيئة والإيكولوجيا بفعل التغيرات المناخية الطارئة والمتوالية. ولعل هذه التوجسات المشروعة تدفعنا حتماً إلى ضرورة التفكير في العصر البيئي الحالي لمراجعة وإعادة بناء نظم الاجتماع أملاً في احتضان ملاءمة فكرية واجتماعية تبعد المخاطر البيئية الحالية والمستقبلية، وفي كنه ذلك تكمن المهام التربوية والبيئية المستجدة للنظم التعليمية المعاصرة.
