Résumé :
ارتبطت الشعبوية بالمنظومة الحزبية بالمغرب، حيث أفرزت في خمسينيات وستينيات القرن 20 قيادات
من طينة المحجوبي أحرضان الذي ترأس الحركة الشعبية منذ ولادتها ، وأرسلان الجديد الذي تزعم الحزب الوطني الديمقراطي منذ انشقاقه عن التجمع الوطني للأحرار، أو محمد زيان الذي ترأس الحزب الليبرالي المغربي منذ تأسيسه وبالتالي ، فتصدر بن كيران للمشهد السياسي في بداية الألفية الثانية بالمغرب لم يكن إلا استمرارا ونضجا لهذه الظاهرة الشعبوية خاصة مع ظهور قيادات حزبية شعبويية أخرى كحميد شباط وإدريس لشكر، وإلياس العمري الذين ملؤوا الساحة السياسية ” بملاكاماتهم الكلامية وسبابهم السياسي “بشكل ميع المشهد الحزبي وسطح النقاش السياسي بعدما أفرغه من أي محتوى فكري أو إيديولوجي. وعلى الرغم من إزاحة كل بن كيران من المشهد السياسي من خلال إبعاده عن تصدر الشأن الحكومي، فإن ذلك لم يمنعه من استغلال خرجاته الإعلامية والفايسبوكية للتشويش على سير الحياة السياسية من خلال الادلاء بأرائه الشخصية في القضايا العامة المطروحة مما أحرج في الكثير من الأحيان قيادته الحزبية التي اضطرت إلى العمل على محاصرته إعلاميا . غير أن النكسة الانتخابية التي مني بها حزب العدالة والتنمية أعادته للساحة السياسية من خلال انتخابه أمينا عاما للحزب للمرة الثالثة . وبالموازاة مع ذلك شجعت كل من إلياس العماري وحميد شباط لتحين الفرصة للعودة إلى اللعبة السياسية في الوقت الذي حافظ فيه إدريس لشكر على قيادة حزبه لولاية ثالثة. بينما طفت على السطح السياسي شخصيات شعبوية جديدة تتمثل في وزير العدل ورئيس حزب الاصالة والمعاصرة عبد اللطيف وهبي وكذا النائب هشام المهاجري من نفس الحزب… وبالتالي فالشعبوية ستبقى لصيقة بالمشهد السياسي بالمغرب لعوامل ثلاثة :
– الشخصنة التي تشكل إحدى مرتكزات المنظومة الحزبية بالمغرب
– الانتماء إلى منظومة متوسطية تمجد الثرثرة ومحترفي الكلام
– الدور المتنامي لوسائل التواصل الاجتماعي في مجتمع تواصلي بامتياز ويعاني من الأمية السياسية.