Résumé :
في ظلّ اختلاف التوجّهات الفكرية وتنوّعها وانتشارها بشكلٍ واسعٍ في واقعنا المُعاصر؛ وذلك بسبب الانفتاح المعرفيّ والثقافي، ودورهما الكبير في التّأثير على الإنسان إما بالسّلب أو بالإيجاب، يُبحر بنا الدّكتور عبدالوهاب المسيري رحمه الله في فُسحة من الأفكار لكثيرٍ من المفكّرين الغربيين والإسلاميين على مختلف مشاربهم الفكريّة، حيث تناول الكتابُ الإنسانيّة بجميع جوانبها من منظورٍ غربيٍّ يتمثّل في رؤية الإنسان إما باعتباره كائنًا ماديًا لا يُناقضُ المادة في شيء، أو كائنًا أكثر من ماديٍ (هيوماني) -كما يقول الدّكتور- والتي بدورها أيضًا تنفي أي شيء يعلو فوق الإنسان، أو غير المحسوس وبالتالي ترجع إلى نفس النظرة المادية السابقة، وفي الطّرف المقابل يعرضُ الإنسان من منظورٍ إسلاميّ آخرَ يدمجُ بين المادّة والرّوح بأسلوبٍ فلسفيّ، ويُقدّم فِكر الرئيس والمناضل علي عزّت بيجوفتش والدبلوماسي مراد هوفمان وغيرهم من النماذج الإسلاميّة.