Résumé :
منذ عقود ازداد اهتمام أهل النظر بالبحث في نظرية العوالم الممكنة، وفي أبعادها المقدرة والتخييلية، مما أدى إلى إثارة دعاوى ذهبت إلى حد التساؤل، أو إعادة التساؤل عن العديد من المفاهيم والمقولات. الذي
فبدأ الحديث عن لفظة «ميتا»، لتعني تعلق النسق الموصوف بالنسق الواصف؛ فالنسق أيا كان لايمكن أن ينغلق على نفسه، بل يحتاج إلى نسق أقوى بالبت فيه، وهذا الأخير يحتاج بدوره إلى نسق أقوى منه، وهكذا إلى ما لانهاية هذا الوضع جعل النظار في مواجهة تحدي حدود النسق مهما كانت درجتها. ولتجاوز حدود النسق (النظام) تطلب الأمر استحضار « ميتا نسق» أو «النسق الواصف»، أو « نسق النسق»، وقد نستمر في تراتبية الأنساق إلى ما لانهاية. ،وعليه، كثر الحديث عن «ميتا» مثل: «ميتا – الحقيقة» ، «ميتا – المعنى» «ميتا – سرديات»، «ميتا- فيزيقيا»…. وما قيل عن مجال معين يسري على باقي المجالات، من قبل مفهوم «الميتا – فيرس» يتكون من لفظة: «ميتا» لتعنى المستوى الواصف، أما الجزء الآخر فهو اختصار لكلمة «الكون» وتفيد (ما) وراء ، أو فوق، أو ما بعد الكون). من ثم ، وظيفة «ميتا» تتعلق بالمعنى الميتافيزيقي للكائن، أي الذات التي تفكر في نفسها وفي محيطها من خلال أنماط وجودها اللغوي والاجتماعي والتاريخي والثقافي… لتحصيل دلالة وجودها الممكن في عالم ممكن . بهذا، يتم البحث عن معنى وجود الذات في العالم من خلال استثمار وظيفة «ميتا» التي تعبر عن حركة الفكر بهدف بيان قدرات الذات على الفعل في العالم الواقعي وفي العوالم الممكنة. وعليه، وظفت «ميتا» في بناء النسخ (محاكاة) الخاصة بـ «ميتا – العالم (الكون) والمتمثل في العوالم الرقمية التي تسمح بدمج العالم الواقعي بالعوالم الافتراضية ضمن ما يمكن أن يسمى العالم المدعم (المعزز ) والإنسان المدعم، أو «ميتا -إنسان». فبمجرد الدخول إلى عالم «الميتا» تجد نفسك أمام تقنيات تسهل العيش في عالم افتراضي خاص بك، وبصورة تجعلك بعيدا عن العالم الواقعي. هذا الوضع دفع بدارسين إلى طرح أسئلة كبرى تتعلق بطبيعة الوجود وأحوال الموجودات عبر استحضار العوالم الممكنة بمختلف تجلياتها من خلال الخيال العلمي والأجناس الأدبية وفنون أخرى، والتي وجدت أصداء في السينما والحكي والمسرح والرسم والنحت وباقي الفنون