Résumé :
«عجيب أمر هذه الذاكرة، فجأة تضج بعشرات الأجراس، رنينها زاعق، متداخل، لكن صوتا واحدا، إيقاعا واحدا لابد أن تتشربه الذاكرة أو يتشربها. لابد أن يغوي السمع، فيمشي خلفه أسمع هائما، مسلوب الإرادة والوعي.
هي لحظة واحدة، خاطفة تشرع فيها كل أبواب الماضي دفعة واحدة، فتندفع إلى الذاكرة رياح الطريق كاسحة، حاملة الصور والكلام، النشوة والألم، الخوف والأمان. أسماء كثيرة، وجوه، صور، كلمات تتفجر فجأة كالأضواء في سمعي، في ذاكرتي. أحس بعروقي تتورم من اندفاع دماء الحياة فيها، دماء فيها برودة القبور، رائحة الموت. يمزقني الإحساس الجارح بتجاذب الحياة والموت في نفسي، في لحظة واحدة، في معنى واحد
من حسن الحظ أن الشعور ليس له ذاكرة، قد نستعيد الألم بكل تفاصيله، بكل عنفه، نحكي عنه، نصوره، نفلسفه، ولكننا لا نعيشه، كالحقيقة، مرتين»