Résumé :
إن ثانوية الإمام مالك تقدم لنا – من خلال هذه العينة النموذجية من قدماء تلامذتها – نموذجا حيا لما كان عليه المجتمع المدرسي من اختلاط اجتماعي وطبقي غني ؛ بحيث كانت المدرسة العمومية ذلك المرجل الذي صيغ فيه الاختلاط الاجتماعي الذي أغنى الوطن، وحقق التلاقح المنتج بين أبناء الطبقات الاجتماعية…. ولعل هذا الاختلاط هو ما ساعد جيلنا على أن ينعم، في حرم ثانوياتنا العمومية، بالتأطير المبكر في إطارات مناضلة في مقدمتها النقابة الوطنية للتلاميذ التي شحذت وعينا وساهمت في إعداده لتكون منه أجيالا مناضلة في الحياة الجامعية، ولتكون منه خميرة الاتحاد الوطني لطلبة
المغرب الذي استطاع أن يثبت أقدامه في تاريخ المغرب الحديث…
إن هذه المبادرة التي صاغتها نخبة من قدماء تلاميذ ثانوية الإمام مالك بالدار البيضاء، من خلال هذه الشهادات الغنية والبليغة تفتح بأسلوبها وعلى طريقتها أعين كل الغيورين على المؤسسة التعليمية العمومية ليرفعوا أصواتهم عاليا من أجل إيقاظ الوعي الجمعي في مجتمعنا المغربي بضرورة عودة كل واحد منا إلى مدرسته التي يعود إليها فضل تعليمه وتربيته وتأهيله ووعيه ليحتضنها ببعض من العطف والعطاء والبذل والرعاية التي قدمتها له بسخاء وكرم يوم كان يتلمس طريقه نحو ما هو عليه اليوم.