Résumé :
كان القرآن الكريم موضوع العناية من لدن العلماء جميعهم، فأخذت تلكم العناية أشكالاً متعددة ومناهج متنوعة، فتارة ترجع إلى أسلوبه ونظمه، وتارة إلى رسمه وضبطه؛ فالمفسرون من علماء الشريعة يقفون عند ظاهر اللفظ ، وما دل عليه الكلام الأمر والنهي والقصص والأخبار، والتوحيد وغير ذلك، من وأهل التحقيق، أو الصوفية، يقرون تفسيرهم هذا، ويرونه الأخذ الأصل الذي نزل فيه القرآن؛ ولهم فى كلام الله – مع بهذا التفسير الظاهري – مذاقات لا يمكنهم إغفالها لأنها بمثابة ،واردات، أو هواتف من الحق لهم، فكل ينظر فيه بمنظار، فيرى ما لا يراه غيره حتى تتقد أذهانهم وتقبل نفوسهم على سبر أغواره وكشف أسراره.
ومن
و من الأئمة هذا الفن الذين حملوا مشعل التفسير استكمالا لما قدمه المتقدمون في هذا الفن العلامة المحقق، أبو زيد عبد الرحمن العارف الفاسي ( ت 1036هـ)، الذي بزغ نجمه في سماء العلم، وذاع صيته في ساحة المعرفة، والوجدان، ومن آثاره التفسيرية هذه الرسالة التي وضعها في تفسير فاتحة كتاب الله المجيد بطريقة الإشارة، وهي تطوي على صغر حجمها فوائد كثيرة ودررجمة، فأبرز معانيها الدفينة، معتمدا على منهج علمي
بديع وموضحا لأحكامها بأسلوب بياني سلسل.
بار
فقار با رحمه الله القصد من الإشارة لبعض ما سنح في تفسير الفاتحة على وجه التنبيه والاختصار من غير إرادة ولا تكليف ليتحقق مراد الحق سبحانه في كلامه.