Résumé :
حررت بحمد الله مجموعة من الدراسات والأبحاث والمقالات حول الأدب المغربي بسوس أعلامه ونصوصه وأجناسه وأنواعه، وتطوره في العصر الحديث، بعدما
أنجزت رسالتي لنيل شهادة الدراسات العليا في الآداب، حول الأدب في المدارس العتيقة من خلال نموذج المدرسة الإلغية، ثم أطروحتي لدكتوراه الدولة حول أدب الرسائل بالمغرب في القرن 14 للهجرة من خلال ما حرره أدباء سوس في ذلك الإبان، وقد نشر غالب تلك الأبحاث والدراسات بسجلات الندوات ومجلات وطنية ومحلية، وقد راودتني الرغبة في لم شتاتها منذ زمن لتلتئم في سفر مستقل بها، فتكون متاحة للراغبين في الاطلاع على الجوانب التاريخية والفكرية والفنية لأدبنا المغربي السوسي، خاصة من الأجيال الجديدة، التي يجهل غالبها وجود هذا الأدب، لأنه ليس مبثوثا في الكتب المدرسية، ولا مندرجا في المقررات الجامعية، فوجب علينا نحن العاكفين على جمعه ودراسته التعريف به وبمبدعيه، سواء الأقدمون أو المحدثون، بما يظهر استمرار أدباء سوس في مجاراة الحركة الأدبية الوطنية، ومواكبة الإبداع الأدبي الرفيع، بما طاب من فنون النظم والنثر، وبما يبرز التحولات التي شهدها هذا الأدب خلال العصر الحديث، بتأثير من الانفتاح القسري للمغرب على العصر الحديث في عهد الاحتلال، وتلقي الأدباء للمؤثرات الفكرية والأدبية المشرقية والغربية وتفاعلهم معها قبولا أو رفضا، فجاء إبداعهم ممثلا لذلك التأثير، وهذا كله ما سعت هذه الدراسات لتبينه وتجلّيه، خاصة أن هذا العطاء مازال مستمرا حتى أيامنا هذه، راجيا أن يدوم مدرارا فياضا بالأشعار الرائقة، والمنثورات الفائقة، ما توالى الملوان، وتتابع العصران والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل