Résumé :
لا يخضع الفكر السياسي لحركية معينة والمنطق ثابت يُمكن على أساسهما الكشف عن البنية الفاعلة فيه، والتنبؤ بتطوره ومساره؛ إذ يُسجل أن هناك عدة نظريات حول البنى المتحكمة في تقدم الفكر العلمي، التي تفيد في مجملها بأن العلم هو في تقدّم متواصل منذ القدم. نذكر على سبيل المثال نظرية كل من غاستون باشلار وطوماس كون وكارل بوبر . غير أننا لا نجد نظريات علمية مماثلة بخصوص تقدم البشرية على مستوى الفكر أو على مستوى الوعي هناك فقط فرضيات وتأويلات فلسفية حول مسيرة الفكر، يرى هيغل، مثلا، في كتابه « دروس في تاريخ الفلسفة أن الفكر يسير حتما في اتجاه الحرية وفي اتجاه التقدم بدعوى أن الإنسان الذي عاش في عصر ما قبل العصر الأثيني، لم يكن له وعي بالحرية، وإنما كان ينظر لنفسه على أنها سجينة للتاريخ، وأنها تخضع لقدر محتوم لا يمكن مقاومته، أما الإنسان الحديث فنراه على الأغلب، واعيا بالحرية وبأبعادها الذاتية، والسياسية، والتاريخية والاقتصادية.