Résumé :
باستخدام الحِبْر الخفِيِّ، تصير الكتابة غيرَ مَرئيَّة، فلا تظهر إلَّا عبر وسيلة من الوسائل، كأن تُعرَض على مصدر حرارة، أو تُعالَج بحيلة كيميائية. غني عن القول إن للعملية هذه ارتباطاً بالإضمار والتكتُّم، وغالباً ما يكون الغرض منها إقصاء قارئ غير مرغوب فيه، واتِّقاء الرقابة والتلصُّص، لا سِيَّما حين ينطوي الأمر على مسألة حياة أو موت. يُخفِي بياضُ الصفحة الناصع الحبرَ المرسوم عليها، فيغدو الامتلاء حينئذ فراغاً والوجود عدماً. يترتَّب عن هذا أن القراءة تقتضي القدرة على رؤية شيء بينما ليس هناك ما يُرَى، أو بالأحرى إنه لا يُرَى إلَّا في جوٍّ من الندم الفكري، وبعد جهد جهيد.