Résumé :
تكثَّفت في القرن الميلادي التاسع عشر البعثات الاستكشافية الأوربية إلى المغرب قصْد معرفته والكشف عن أسراره ومؤهلاته الطبيعية والبشرية والاقتصادية، وقد تنوعت جنسيات أصحابها وانتماءاتهم ومهماتهم التي اطلعوا بها.
ومن بين هؤلاء نقدّم خمسة مستكشفين أوربيين توزعت اهتماماتهم بين الديبلوماسية وعلم النبات والهندسة والجانب العسكري والتجارة. ناهيك عن تنوع جنسياتهم؛ ثلاثة فرنسيين (أجيست بوميي، بنيامين بلانسا، وبول لامبير) وإنجليزي (جيمس كريك) وإسباني (جواكيم كاتيل). مع اختلاف أيضاً في مدة إقامتهم بالمغرب، فمن بينهم من أقام مدة طويلة (أجيست بوميي وجواكيم كاتيل) ومن كانت إقامته قصيرة (بنيامين بلانسا). وكذلك يختلفون في صعوبة مهماتهم وسهولتها؛ فقد واجه بلانسا وجواكيم كاتل صعوبات جمة كادت تودي بحياتيهما. وأيضاً اختلفت وضعياتهم داخل المغرب؛ فهناك من دخل بطريقة رسمية (بوميي، كريك)، وهناك من دخل متخفياً وجاسوساً كجواكيم كاتيل، وهناك من اختار المغامرة كبنيامين بلانسا وكاتيل. لكن كان لديهم اهتمام مشترك وهو فهم “المملكة الشريفة”، التي ظلت، لمدة من الزمن، مستغلقة ولغزاً محيراً بالنسبة للأوربيين، وتعرّفها من كافّة النواحي للتّحكم فيها معرفياً قبْل التحكم فيها عسكرياً، لأن القوى الاستعمارية استنفرت آنذاك كل جهودها العلمية لتملّك المغرب معرفياً. وبشكل خاص أوجيست بوميي الذي كان منسّقاً كبيراً وقد قدّم مساعدات كبيرة لجلّهم. والذي “أحبّ” المغرب وبذل مجهودات كبيرة للتعريف به تأليفاً وترجمة. وقد ساعده في ذلك طول مقامه فيه كقنصل بالرباط وبعدها بالصويرة.