Résumé :
إن التفكير في الدولة عادة ما يختلط بالغاية منها، إذ لا نجد في كثير من الأعمال التمييز بين الدولة والغاية منها ، وكأن مبرر الدولة الوحيد هي المهام والوظائف التي غدت تضطلع بها ، في حين أن المقاربة السليمة تقتضي أولا أن نفحص الدولة ، ثم بعد ذلك أن ندرس الغايات الحقيقية أو المفترضة التي يلزمها أن تقوم بها. وإلا فبماذا ينبغي أن نبرر اختلاف وظائف الدول وغاياتها من قطر إلى آخر ؟ كما أن العديد من التحليلات لا تميز بين الدولة والمجتمع، ذلك أن اعتبار الدولة الضامن الوحيد للاستقرار والأمن يجعلها وجها مشابها للمجتمع الذي لا تخلو مهامه من الوظيفة نفسها . إن الدولة أكبر من المجتمع، كما أن غايتها ليست بالضرورة تحقيق الأمن، إذ تشجع الدولة نفسها في مراحل معينة ، الفوضى بين الناس، دون أن تعتبر ذلك أمرا مهددا لها ؛ وإنما وسيلة لتمرير ما تراه محققا لبعض مآربها التي يصعب تحقيقها بالوسائل العادية والمشروعة.