التشكيل القيمي في الخطاب الاعلامي من دلالات الصورة الى مسارات الهوية

تتصارع الصورة والهوية في حقول مشتركة، وكما يحصل التماهي بينهما أحيانا ليتشكل بذلك نسق قيمي هجين». وإن الدراسة التي بين أيدينا حاولت منذ التأسيس النظري للمفهومين الرئيسيين بالتساؤل بداية عن ماهيتهما، ومحاولة استكشاف المسارات المشتركة بينهما . وكما تتجلى أهمية هذه العمل في الوقوف عند أشكال الهوية التي تتبناها الصورة في خطاب الإعلام، إذ سنقف عند ماهيتها وعند المحددات التي أسهمت في تبلورها كرؤية معرفية متمردة» عن التأملات الابستمولوجية الصارمة، وهذا ما جعلها في منأى عن السلطة المعرفية التي يمارسها العلم من ناحية الموضوع والمنهج والمسائل. وسنتولى بالوصف والتحليل والنقد دراسة العلاقة بين الهوية المسوقة إعلاميا وبين بنية الخصوصيات السوسيوثقافية للمجتمعات الإنسانية في إطار النموذج المشترك الفطرية القيمية. وكما سنناقش مستويات هذا التسويق مع النظر في كيفيات تأثيرها في النسق القيمي التي يفترض أنها تحميه من المنزلقات الوجودية بالأساس الإنساني وخطورة تشويه الماهيات والجواهر والأصول)، إذ سنقف عند مساءلة مدى اعتقاد الصورة أنها تملك تلك القدرة السلطوية» أداة سوسيولوجية للتنميط والنمذجة وحاضنا ميدياتيكيا
لصور الاغتراب الذي تعيشه الذات في المجتمعات الحديثة.