Résumé :
ثمة عدة اعتبارات تجعل من دراسة المشروع البلاغي لمحمد
العمري في هذا الكتاب مدخلا ضروريا لتأصيل التجديد البلاغي العربي، الذي بدأ منذ أزيد من أربعة عقود، في ارتباط بإشكالية أساسية
تتعلق بإعادة الاعتبار للبلاغة في بعديها التخييلي والحجاجي وبيان إمكانيات استثمارها في تحليل الخطاب، وموقعها من تخصصات أخرى تتداخل معها وتتخارج من قبيل: اللسانيات والنقد الأدبي، والتداوليات، والمنطق والفلسفة، وتحليل الخطاب، والتحليل النقدي للخطاب، إلخ.
أمُّ هذه الاعتبارات هي الريادة التي مثلها محمد العمري، عندما نبه منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي إلى ضرورة استرجاع الجناح المهيض للبلاغة العربية المتمثل في بلاغة الحجاج وموازاة مع ذلك بادر لتجديد بلاغة المحسنات من خلال دراسة البنية الصوتية للشعر من زاوية الشعرية البنيوية . ولن نبالغ إذا قلنا إنه يشكل أصل الاجتهادات والتوجهات البلاغية الجديدة برهاناتها البحثية المختلفة والمتنوعة إنه صاحب نسق بلاغي عام يتسع للتخييل والحجاج، ويجعل من منطقة التقاطع بينهما، وامتداد بعضها في بعض موضوعا له وهو نسق
حرص على تحصينه إبستملوجيا واصطلاحيا.