أنثربولو الوجوه

الوجه قارّة لا حدود لاستكشافها. وتحرير كتاب من قبيل هذا ، حتى ولو كان من منظور أنثربولوجي، هو انغماس دائم فى البنية العاطفية للإنسان والمؤلف (كما هو القارئ أيضا لا يكف عن ارتياد غابة من الوجوه التي وسمت حياته الشخصية بإنارة حياته أو تأزيمها كل واحد منا لا يوجد إلا بالوجه الذي يمنحه لأعين الآخرين، حتى لو تغير بالضرورة بالشيخوخة أو دمّره المرض أو حوادث الحياة. لكن الناس الآخرين وحدهم هم من يدركون وجهنا ، كما أننا لوحدنا من يرى وجوههم. والسعى إلى البحث عن دلالات الوجه وقيمه حسب الثقافات وتواريخها، وتفحص ما يفعله الأفراد بتلك المؤثرات الاجتماعية، يؤدي إلى هذه الرحلة الطويلة عبر الأشكال الأولية لمقدّس الحياة اليومية، من خلال التعلق أو المقت.
الوجه قيمة مؤسسة للرابط الاجتماعي، والوجه الأول الذي يتعرّف عليه الرضيع أي وجه أمه، هو بذرة الشعور بالآخرين. وطالما دام هذا الترابط بين الوجه والشخص فإن الرابط الاجتماعى يحافظ على انسيابه والتعرف المتبادل يكون مضمونا والسعي إلى فهمه أمر يتطلب شق الطريق في ما يستعصي على الحكي وفي الاضطراب الداخلي كما الملغز. وعلينا أن نبتكر كلمات مغلفة باللباقة
نصدمه ونفقده