Résumé :
لا نتحرَّر من لغتنا التي تربَّينا عليها في أسرتنا، والتي اعتدناها وأَلِفناها. فهي حتَّى إن كانت في حالة كمون، فإنها تظلُّ مُتربِّصة في المناسبات جميعها. على هذا النحو، فإن كلَّ متكلِّم يعبِّر باللغات الأجنبية انطلاقاً من لغته التي يمكن التعرُّف عليها عن طريق نبرة شاذَّة أو لفظ أو تركيب، وأيضاً عن طريق النظرة وسمات الوجه (أجل، لِلُغة وجه). مهما كانت الكلمات الأجنبية التي أتلفَّظها، تظلُّ العربية مسموعة من خلالها كعلامة لا تَمَّحي. أتكلَّم اللغات جميعها، لكنْ، بالعربية … بكلِّ أسف، لستُ أنا صاحب هذه القولة الجميلة، لستُ صاحبها بالتمام. فهي اقتباس معدَّل لمقطع من يوميات كافكا الذي يورد هو بدوره قول فنَّانة من براغ: «أَترون؟ إنني أتكلَّم اللغات جميعها، لكنْ، باليـيديش».